“ما بك يا لطفي؟! الآن ستتوب الله يرحم أيام زمان ” كان هذا رد فعل مازن عندما اعلمه لطفي بعودته وإنابته الى الله فرد عليه لطفي قائلا: نعم منذ الآن لن أترك الصلاة ولن اتجاهلها او اتناساها ، لن أعيش لحظة في غير طاعة الله ، سيكون تفكيري وتدبيري وعملي لوجه الله ، سأدرس لأجله، سأمد يد العون للآخرين قدر استطاعتي املا في لقائه ، سأبتسم في وجوه الآخرين ، سأتصدق بمالي وأساعد كل محتاج ، سأساهم في زرع البهجة والفرح في قلوب الآخرين ، ساغلق كل باب كان يستهويه الشيطان ليدخل الي منه ويبدأ بابعادي عن خالقي وفاطري .
حتى دموعي وحزني الآن ستكون في مرضاة الله؛ فإنني أحزن على حال هذه الأمة، وآمل بأن أضع لهذا الضعف نهاية، انني أبكي على حال الجياع والمرضى في افريقيا والعالم من المسلمين وغيرهم ، يعتصر بالهم قلبي لكثرة اللاهين اللاعبين، الذين ليس لهم في الدنيا سوى المتع المادية والسعادة الوهمية ، أبكي وأذرف دمعي على كل لحظة ضاعت ولم تكن في مرضاة الله . احس بانني اتجرع المر كلما تذكرت برهة تلاشت وقد ملئت بالكلام التافه والعمل الطالح غير المفيد بدلا من ملئها بذكر الله تعالى وتعظيمه والسعي وراء العمل الصالح ، ومحاولة التقرب منه .
حتى خوفي سيكون لوجه الله تعالى، فانني لا أخشى الناس ولا أخشى شيئا ولكنني أخاف يوما تشخص فيه الابصار وتبلغ فيه القلوب الحناجر ، اخشى على نفسي الوقوع في المعاصي ، ارتعد خوفا عند ذكر القبر وضمته وعذابه ، فانني لأخشى أن أكون من المعذبين ، أخاف من ذنوبي إن تكالبت علي و اخاف ان يكون عملي الصالح مفارقا لي مبتعدا عني غير نافع لي يوم الحساب ، اخاف سماع زفير نار جهنم ، اخاف ان عملت عملا ان يكون الاخلاص منزوعا منه، اخاف سوء الخاتمة ، اخاف البعث والنشور والحشر ،آه من الحشر لا أستطيع تصور الشمس بهذا القرب مني في ذاك اليوم ، أخاف ان أكون ممن يؤتون كتبهم بشمائلهم ، أخاف ان أعرض يوم القيامة على الله فهو الاعلم بسوء عملي .
وفرحي وبهجتي كذلك ستكون لما يحبه الله تعالى ويرضاه، سأفرح عندما أرى الاسلام جبلا شامخا صامدا امام رياح المبغضين له والمعرضين عنه ممن يكنون العداوة له ، سافرح عندما أرى الاسلام عزيزا بأهله وأتباعه من المؤمنين المخلصين ، سأغبط كل من زرع الأمل في نفوس الأخرين ، سأفرح ان وفق الله احد اخواني المسلمين الى مايفيد البشرية … في مجال ديني علمي أدبي لا يهم المهم هو أن ارى الامة في صحوة دائمة ونهضة قائمة بعون الله ورعايته. سأفرح لأني اعلم ان توجهي لله وحده لاشريك له وهو الأرحم والأحلم بعباده فان تعاملي مع الله ولن أخشى في الله لومة لائم أو ايذاء حاقد لانني اعلم ان لا شئ يضيع عند الله من الثواب والجزاء.
صحيح انني كنت لاهيا ، عبدا لهواي اركض وراء ملاذ الدنيا ولكنني الآن ارى الأمور بشكل أوضح واكثر شفافية ، فطاعة الله هي سبيل النجاة بالتأكيد وهدفي الوحيد. لقد واجهت الموت ورأيته بأم عيني، لقد صارعت الموت وانا طريح الفراش طيلة الشهور الماضيه ولكنني وعدت الله ان انجاني من هذه المحنة ان تكون كل لحظة في حياتي لاجله .وان كان رد فعل الناس تجاه نيتي في التحسن هي الاستغراب والسخرية ، فانا لا أهتم لان الله أرحم واعظم.