تمر ايام الطفوله سريعا وتحمل معها كل الذكريات الجميله من الدهشه والبراءه والفضول او الذكريات الاليمه من الحرمان والفقر او الاضطهاد ويجد المرء نفسه بالغا عاقلا يعيش واقعا جديدا وكان ايام الطفوله مرت كالحلم دون ان يشعر ويقف للحظات ليستبين الطريق ويحدد الاهداف القريبه والبعيده ولكنه يقول لماذ التخطيط ولماذا التعقيد اعيش كما يعيش الناس واصنع كما يصنعون فهكذا تسير الحياه هذه الايام وبعد فترة يعود ليقول بينه وبين نفسه: ويلي لم اجب على اي سؤال ولم اكتب شيئا في ورقة الاجابه وياتي من يهمس في اذنيه لا باس عليك! من قال انك لن تجيب ومن قال انك لن تكتب شيئا ولكن ما زال هناك وقت طويل حتى نهاية الامتحان والاسئله سهله ويعرفها الجميع … لا تقلق فالكل كذلك وانت بالذات شخص طيب وتحب الناس ولا تؤذي احدا دعنا نرى المزيد من هذه الدنيا ونجرب الجديد ونلهو قليلا دعنا نسافر فما زال الوقت مبكرا على الالتزام والتركيز على الاجابه ….. وهكذا تمر الايام والسنون من انشغال الى انشغال ومن لهو الى لهو وتظل ورقة الاجابه بيضاء او شبه بيضاء دون اجابات تذكر
وفجاه ودون انذار او مقدمات يسمع صوتا قويا مدويا حازما …
الوقت انتهى!
ضع القلم … ضع القلم … ضع القلم!!
“ وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد“
اخواني واخواتي،
اجيبوا على الاسئله فورا دون تردد او تاخير او تسويف ولا تنتظرو حتى يقال لكم ضع القلم! وقت الامتحان انتهى، الان نعم الان اغتنموا كل لحظه وكل نفس وكل حركه في طاعة الله وعبادته فهذا هو الهدف الاساسي والرئيسي لخلق الانسان واستخلافه في الارض فالانسان العاقل يستيعن بنعم الله على طاعه الله ورضاه ولا يبارزه بالمعصيه والكفر والجحود فو الله لا يكفر بالله الا جاهل اعمى البصيره ميت القلب ظالم لنفسه.
” وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون“
ان الله رفع من منزلة الانسان بعد ان خلقه من طين وفضله على كثير من الخلق وسخر له ما في الكون ليعينه على حياته ومعاشه ولكنه حمله الامانه وطالبه بالعباده والطاعه الخالصه لله ولم يطلب ذلك الا من الجن والانس، يعني اننا لسنا في نزهه او رحله او استجمام على هذه الارض، نحن تحت الاختبار والمراقبه الدائمه واعمالنا واقوالنا محسوبه ومسجله لا تضيع فنهاية الحياه حتميه لا يوجد فيها استثناءات والمساله مساله وقت ويوم الحساب آت لا محاله والمستقبل اما الخلود في الجنه او الخلود في النار والعياذ بالله.
” انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا”
اخواني واخواتي،
لا تركنوا الى الدنيا ولا تطمئنوا بها ولا تستهينوا بامر الله ووعده فوالله لن تكون هناك فرصه اخرى لاعادة الامتحان او تاجيله انما هي فرصه واحده لن تتكرر نعم لن تتكرر… والخاسر الوحيد انت … نعم انت!
” ان هؤلاء يحبون العاجله ويذرون وراءهم يوما ثقيلا“
انقذوا انفسكم الان ولا تؤجلوا الى الغد فقد لاياتي الغد ابدا!
” حتى اذا جاء احدهم الموت قال ربي ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمة هو قائلها ومن وراءهم برزخ الى يوم يبعثون“
لا تستسلموا الى الكسل والشهوات والنوم الكثير فليس هذا هو مكان ولا زمان النوم ففي القبر نوم طويل طويل قد يمتد الاف السنين، لا تضيعوا الوقت فالوقت والصحه هي اغلى ما نملك ولا تنتظروا حتى تلك الليله الطويله التي فجرها يوم القيامه.
ان الانسان العاقل لا يضيع الكثير الدائم من اجل القليل الزائل ويكتفي من هذه الدنيا بما يساعده على الاجابه عن الاسئله دون ان يغوص عميقا في التفاصيل ودون ان تشغله حاجاته وهمومه اليوميه عن تامين مستقبله وتقرير مصيره
“وابتغ فيما اتاك الله الدار الاخره ولا تنس نصيبك من الدنيا”
… نعم انت الوحيد الذي تستطيع ان تنقذ نفسك من الهلاك قبل فوات الاوان فخذ بزمام المبادره وابدا الان!
اللهم أمنا يوم الفزع الاكبر واسقنا من حوض نبيك محمد صلى الله عليه وسلم شربة لا نظمأ بعدها ابدا.
اللهم نسالك ايمانا يقينيا لا يتزعزع واجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
اللهم زحزحنا عن النار وادخلنا الجنه برحمتك يا اكرم الاكرمين.