يقولون بان الانسان الاول عاش في الكهوف وبدا حياته على هذه الارض صيادا يصطاد الحيوانات البريه باستخدام ادوات بدائيه كالحجاره وغيرها وكان ياكل لحم الطرائد ليسد جوعه ويستخدم جلودها وفراءها في ستر عورته وتدفئه نفسه.
ودائما كانت النار عنصرا اساسيا في حياته فبها يشوى طعامه ويطرد البرد والظلام عنه في ليالي الشتاء البارده ولكن هذا الانسان الاول كما يقولون كانت تحمله امه في بطنها تسعة اشهر ثم يولد طفلا صغيرا ضعيفا لا حول له ولا قوه ترضعه امه وتحنو عليه وترعاه حتى يصبح شابا او فتاه يساعد اهله في شؤون حياتهم ورزقهم ودائما كان هناك البحث عن الجنس الاخر من اجل الزواج وبناء الاسره من اجل استمرار الوجود البشري على هذه الارض.
هذا الانسان الاول كان يجوع فيبحث عن الطعام وكان يبرد فيبحث عن الدفء وكان يخاف من الحيوانات والكواسر ومن الصواعق والرياح والبحار فيبحث عن الامان وكان يقلق ويفكر كان يفرح فيضحك وكان يتالم فيبكي نعم كان يمرض فيبحث عن الدواء والشفاء كان هناك الحب والبغض وكان هناك العطف والقسوه والظلم والعدل كان يغار ويحسد وكان دائما يبحث عن قوة اعظم واكبر يلجا اليها لجلب الخير اليه ودفع الشر عنه.
ثم طور الانسان بعد ذلك اساليبه وادواته وعمل في الزراعه وتكثير النباتات والاشجار وتربية الحيوانات ولم يعد بحاجه للذهاب الى الصيد كلما احس بالجوع او البرد وهكذا تنوعت مصادر غذاءه فاصبحت تحتوي على الحبوب والخضراوات والفواكه بالاضافه الى اللحوم ثم بدا ببناء البيوت من حجارة ومواد الارض واخذ يخزن حاجته من الماء والغذاء والحطب واستخدم الحيوانات في حراثة الارض والنقل والتنقل من مكان الى اخر واصبحت حياته اكثر رقيا وتنظيما ولكن هذا التطور في الادوات والاساليب لم يوقف جوعه ولا عطشه ولا خوفه والمه وفرحه ولا ضحكه ولا بكاءه ولا مرضه ولا حبه وبغضه ولا حتى هرمه وعجزه وموته وظل يبحث عن صاحب المكان وولي نعمته وظلت تلح عليه الاسئله الازليه من اين؟ والى اين؟ ومتى؟ ولماذا؟ وكيف؟ …. نعم لا شئ تغير.
استمر الانسان في تطوير حياته وادواته واساليبه فعاش في قرى ومدن ومجتمعات واصبحت هناك شعوب وامم وتقاليد وحضارات مختلفه ومتنوعه وكان دائما يسعى جاهدا في البحث عن السعاده والراحه ولكن ظل جوعه وعطشه ملازما له ولم يفارقه خوفه ولا شجاعته ولا مرضه والمه ولا بكاءه ولا ضحكته وظل الموت يطارده ويضع حدا لاماله وطموحاته وبقى يبحث عن خالقه ورازقه وولي نعمته ويتقرب اليه ويطلب رضاه ويخشى سخطه…… نعم لا شي يتغير.
الان وفي القرن الحادي والعشرين يستطيع الانسان ان يسافر الاف الكيلومترات وينتقل من قاره الى قاره في يوم واحد ويستطيع ان يتكلم مع من يشاء في اي مكان في العالم دون ان يغادر بيته او مكان عمله…. نعم انه عصر الشبكه العنكبوتيه وعصر المعلومات وعصر الاتصالات الرقميه والقنوات الفضائيه وهناك تطور مذهل في ادوات واساليب حياه الانسان ولكن كل هذا التطور لم يغير شيئا في طبيعه الانسان وجوهره وحاجاته وغرائزه منذ ادم عليه السلام فما زال يشعر بالجوع اثناء استخدامه للحاسوب وتصفحه لشبكة الانترنت وما زال يشعر بالبرد حتى وهو يجري اتصالا دوليا باحدث الاجهزه واخر التقنيات وما زال يموت رعبا عندما يرى مركبة مسرعة باتجاهه او عندما تمر الطائره العملاقه التي يركبها فوق منخفض جوي في اعالي السماء وما يزال يفرح عندما يرى ابنه الصغير يخطو خطواته الاولى ولم يمنع الم الفراق لديه ركوبه افخم وارقى السيارات الفارهه او القطارات السريعه ولم يمنع التطور الهائل في مجال الطب والدواء من اصابته بالامراض وكلما تغلب او انتصرعلى وباء جاءه مرض جديد يعجز امامه!
وما زال يقف عاجزا امام الرياح والاعاصير العاتيه والزلازل المدمره والبراكين الهادره ولم تنفعه اجهزة التبنؤ والرصد والقياس في منعها او الوقوف في وجهاا!
وما زال الانسان يقف عاجزا مذهولا لا حول له ولا قوه امام الموت القادم اليه او الى احد احباءه!
نعم لا شيء تغير فالانسان نفس الانسان منذ ادم عليه السلام والله هو الله الاول ليس قبله شيء وهو الاخر ليس بعده شيء خالق السموات والارض وهو
“الذي بدء خلق الانسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين”
وما زال الانسان يرجع في كل مره الى خبر السماء ليتعرف الى خالقه وولى نعمته ويستبين الطريق ويجد الاجابه الشافيه لكل الاسئله التي تحيره واهمها الموت وما بعد الحياه وما زالت رساله الله الى خلقه هي نفس الرساله من نفس المشكاه و بنفس النور ينقلها جبريل عليه السلام الى من يختار الله من صفوة خلقه من بني البشر ليكونوا رسلا الى اقوامهم يعرفونهم بربهم وقدرته وصفاته ونعمه ويبشرونهم بجنته وينذرونهم لقاءه وعذابه…. نعم لا شيء تغير فهو نفس الدين منذ ادم عليه السلام انه الاسلام الذي جاء به الرسل جميعا الى اقوامهم بلغات وعصور وبلاد مختلفه.
“قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون”
“ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون”
ان محمد عليه الصلاة والسلام لم يكن اول من جاء بالاسلام الى البشر بل كانت رسالته خاتمه ومكمله لكل الرسالات السابقه والتي جاءت بنفس الدين ونفس العقيده ورسالته هي احدث نسخه يرسلها الله الى الانس والجن وخاتمه الرسالات والاهم من ذلك ان الله تعهد بحفظها من التحريف او الضياع وهي صالحه للانس والجن حتي تقوم الساعه وهي حجه على كل انسان جاء بعد بعثه محمد عليه الصلاة والسلام.
“ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين”
يا ايها الناس يا بني ادم يا ايها الخلق لا تجعلوا اصابعكم في اذانكم وافتحوا قلوبكم للنور ولا تضيعوا الفرصه فهي اثمن مما تتخيلون فالوقت قصير جد والطريق طويل والجاهل الذي يظن انه سيسدل الستار وتنهي المسرحيه بالموت وانتهاء الاجل والله ما الموت الا بداية الطريق الى الله، لا تبنوا حياتكم ومستقبلكم على الظنون فانتم اعقل واحكم من ذلك يا من عمرتم الارض واخترعتم وصنعتم وطورتم حياة الناس، افيقوا ايها الناس من غفلتكم ولا تنسوا صاحب الدار وصاحب القرار ولا تغتروا بحلم العزير القهار فالمهله تكاد ان تنتهي والنتائج على وشك الاعلان عنها وويل للخاسرين الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامه.
لا تقول ابي كان على ملة كذا وانا مثله وقومي على ملة كذا وانا اتبعهم تتبعهم الى اين؟ قف قليلا واسالهم الى اين تذهبون؟ وفي اي طريق انتم سائرون؟
لا تنحاز لشيء الا الحق …. فالحق احق ان يتبع وابحث عن الحقيقه بتجرد تام بعيدا عن اية تاثيرات جانبيه او وراثيه او قوميه.
“لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة وما من اله الا اله واحد وان لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب اليم”
ولا تقل هذا الموضوع جانبي ولا يهمني ….. لا والف لا فهو حياتك ومستقبلك وسعادتك او شقائك …. لا تطمئن الى الكثره وانقذ نفسك بنفسك …. انما هو اله واحد وهو الله ورساله واحده وهي الاسلام ورسل كثر منذ ادم عليه السلام اخرهم محمد بن عبد الله عليه الصلاة والاسلام.